
فن القصة: مقدمة لنص تطبيقي
القصة فن من
الفنون الأدبية النثرية التي تصور موقفا أو شعورا إنسانيا بشكل مكثف، يعتمد لغة
ايحائية رمزية،ليترك أثرا أو مغزى في نفسية القارئ،وقد نشأ هذا الفن في المجتمعات
الأوربية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ثم ازدهرت في بداية
القرن العشرين بفضل مجموعة من الرواد أمثال: فرانز
كافكا، جي دي موباسان، تشيخوف، جابرييل جارثيا
ماركيز،ادغار الان بو،دستويفسكي واخرون.
أما في
العالم العربي فيكاد يتفق الأدباء والنقاد بأن هذا الفن مستحدث رغم أن له جذورا في
التراث القصصي إلا أن العرب عرفوا هذا
النوع بشكله الحديث وأخذوه من الأدب
الغربي بعد احتكاكهم واتصالهم بالغرب من خلال الترجمة والصحافة وقراءة الكتب وتصاعد
البرجوازية الصغيرة وانتفاضة الأمة المصرية في بداية القرن العشرين،فجاءت بذلك
القصة ملبية لذلك القلق الانساني الذي كان سائدا في المجتمعات العربية في ذلك
الوقت.
تتميز القصة
بخصائص تجعلها متفردة عن كل الأجناس النثرية الأخرى كما تضفي عليها جمالية فهي تعتمد
على التشويق وإثارة المتلقي بلغة إيحائية
رمزية كما أنها تقدم أحداثا مكثفة ومختزلة
من خلال تقديم لقطة أو موقف من الواقع المعاش،من روادها في المشرق نذكر: جبران خليل جبران، ميخائيل
نعيمة، جرجي زيدان، محمود تيمور، نجيب
محفوظ، محمد تيمور، يوسف ادريس،غسان كنفاني....
أما بالنسبة
للمغرب فقد ظهر هذا الفن القصصي متأخرا مقارنة بنظيره في المشرق العربي لكن ذلك لم
يمنع الكتاب المغاربة من الإبداع في هذا الجنس الحديث وكانت أعمالهم فرصة للقارئ للتعرف على الفن القصصي المغربي من هؤلاء المبدعين نذكر: المويلحي، محمد شكري، محمد زفزاف، ادريس الخوري،
أحمد المديني،أحمد بوزفور،
محمد برادة،عبد الكريم
غلاب، أحمد زفزاف،جمال
بوطيب، خناتة بنونة، عبد الجبار السحيمي، مبارك ربيع،
محمد ابراهيم بوعلو....